الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قصص عشق «داعشية» من صميم الواقع التونسي: ومن العشق ما حطّم القلوب والمشاعر وما دمّر الحياة والأحلام أحيانا..

نشر في  27 جوان 2018  (11:32)

حياة تعيسة وجحيم وغبـن واستفاقة من غيبوبة الأوهام والأحلام الوردية المزيّنة بأقنعة سرعان ما سقطت وانكشفت حقيقتها لكن بعد فوات الأوان، فتيات وشابات في عمر الزهور كنّ يعتقدن أن الحب سيمثل لهنّ قارب النجاة الوحيد للخروج من أي مشاكل تعترضهن في حين كان على الجانب الجانب الآخر الحالك سوادا لون عقولهم وقلوبهم كان هناك من ينتظرهنّ لنصب الكمين الذي دمّر حياتهن فتحوّلن سرعانا من فتيات بريئات إلى إرهابيات يسعين للقتل والانتقام...
مجلة أخبار الجمهورية تسلط الضوء في هذا العدد الشهري على قصص حب "داعشية" لعبت العديد من التونسيات فيها دور البطولة...

الشابة التونسية «آمال» التي تحوّلت حياتها إلى جحيم وعذاب

رغم تعدد الرسائل التحذيرية الموجهة إلى الشباب في تونس حتى لا يقعوا ضحية الأدلجة وغسل الدماغ من قبل أطراف تكفيرية نصّبت نفسها وصية على الدين الإسلامي وهو منهم براء، فقد وقعت العديد من الفتيات ضحية لعلاقات مقنّعة فساهم عمى العاطفة لديهم في تدمير حياتهم وهنا نذكّر بحكاية الشابة آمال وهي من مواليد 1997 في سيدي بوزيد وهي ربة بيت.
ووفق تصريحاتها التي نقلتها مواقع إعلامية كانت طفولة آمال عادية وسط أهلها إلى أن انتشر الفكر التكفيري في تونس لتتعرف على شاب يدعى الناجح من مواليد 1987، كان يدرس العلاج الطبيعي في مدينة الزاوية الغربية في ليبيا وعاد إلى تونس بعد قيام الثورة ليطلب منها الزواج في شهر جويلية 2014 وذلك بعد علاقة عاطفية جمعتها فوافقت ثم عمل الناجح في مجال العلاج الطبيعي بمستشفى جهوي قبل أن تطرده إدارته.
واعترفت آمال أنها قررت هي وزوجها وابنها الرضيع التوجه إلى ليبيا عبر التهريب من تونس إلى صبراتة ومنها إلى سرت وذلك بمساعدة عنصرين داعشيين لتنقلب اثر ذلك حياتها رأسا على عقب هي وزوجها وطفلهما.

من منا لا يتذكّر مأساة الفتاة «إيناس»

ومن منّا نسي ولا يتذكّر المأساة التي عاشتها الشابة التونسية ايناس التي نجح أحد عناصر التنظيم الارهابي خلال سن مراهقتها، في خداعها وقام بإقناعها بالهروب بصحبته إلى سوريا لممارسة جهاد النكاح وعادت من هناك إلى بلادها ممزقة الرحم.
وجاء في مأساة إيناس التي ورد اسمها ضمن قائمة الـ10 وجوه إرهابية أنها أحبت شابًا تونسيًا أفقدها عذريتها وتخلى عنها وتزوج غيرها في 2012 لتدخل القاصر البالغة من العمر آنذاك 17 سنة في حالة هستيرية ونفسية صعبة، وتلجأ إلى ارتداء الحجاب وارتياد المساجد، حيث تعرفت على شاب سلفي روت له تفاصيل علاقتها غير الشرعية مع هذا الشاب ليعدها السلفي بالزواج.
وبعد أن تزوجها السلفي عرفيًا بعد سماع قصتها المذكورة اشترط عليها الهجرة إلى سوريا للتكفير عمّا ارتكبته مع عشيقها، ونظرًا لصغر سنها وحالتها النفسية الصعبة وافقت على ذلك.
ولفتت مصادر إعلامية سلطت الضوء على القصة أن إيناس هربت من منزل عائلتها وعاشت مع السلفي إلى أن حلّ موعد الرحيل لتغادر تونس بتاريخ 15 جانفي 2013 وتوجهت برفقته نحو سوريا بعد أن وقع ترويضها وغسل دماغها بفتاوى عمياء مرتجلة لمشايخ الدولارات والدم.
ومن هناك دخلت الفتاة في دوامة الدعارة ليلًا نهارًا وأصبح جسدها ملكًا لوحوش بشرية يفرغون فيه كبتهم الجنسي تحت طائلة الجهاد في سبيل الله.
وبعدها مرضت الفتاة، وأصيبت بأوجاع حادة على مستوى رحمها إلى أن استدعى الأمر التخلي عنها لعدم مقدرتها على ممارسة الرذيلة تحت غطاء الجهاد، وتأزمت حالتها إلى أن أمر بترحيلها إلى تونس بعد اكتشاف أنها قد أصيبت بنزيف كبير وتمزق خطير بأرحامها.

الشقيقتان رحمة وغفران الشيخاوي

 قصة أخرى تنضم لقائمة المغررات بهنّ، وهي قصة الشقيقتين غفران ورحمة الشيخاوي اللتين تم استغلال عامل صغر سنهما لغسل دماغهما وإفساد حياتهما بعد تعرفهما على عناصر تكفيرية نجحت في تحقيق حلمها.
وقد تعرفت رحمة الشيخاوي على الإرهابي نور الدين شوشان في احد المخيمات الدعوية بمدينة سوسة وهو من أقنعها باللحاق به إلى ليبيا وبالتحديد مدينة صبراطة حيث انضم إلى احد الألوية المقاتلة لتنظيم داعش.
 وكان نور الدين شوشان قد عبر لرحمة عن حبه وتعلقه بها وبأنه سيتزوجها بمجرد وصولها إلى ليبيا وهو ما حدث خاصة وانه حاز على ثقتها من أول يوم التقت به، أما عن أختها الكبرى غفران فقد سبقتها إلى مدينة صبراطة الليبية بعد أن تزوجت بأحد مقاتلي داعش وهو التونسي عبد المنعم عمامي وأنجبت منه ابنة وفق ما ورد في كتاب النساء والإرهاب في الجزء الذي خطته أنامل الإعلامية منية العرفاوي.


ألمانية تقع في حب تونسي غرّر بها بـ«الحب والنبيذ والبيرة» لتكتشف فيما بعد انه داعشي!

في إطار تسليط الضوء على هذه الظاهرة نذكّر بأن الصحفي والكاتب هادي يحمد كان قد كشف في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بالفايسبوك، عن تفاصيل قصة تعرف فتاة ألمانية بشاب تونسي في مخيم لاجئين، برلين غرّر بها وادعى انه سوري الجنسية فبادلها الحب والهيام لمدة عام كامل موهما إياها ببعده عن كل أشكال ومظاهر التطرف والتشدد لتتفطن فيما بعد انه إرهابي داعشي..
وقال يحمد إن الفتاة الألمانية تعرفت على التونسي الذي اسماه «اشرف» في مخيم لاجئين في برلين حيث كانت تعمل في منظمة لاجئين، وأخبرها بكونه سوري الجنسية وهي القصة التي رواها للسلط الألمانية وقد ساعده في ذلك اتقانه اللهجة السورية  وتحدثه بطلاقة.
 الأهم من ذلك انه وطوال عام كامل بادل الشابة عبارات الحب فكان بالنسبة إليها نموذجا للشاب المتحرر، حبا وجنسا وفرحا بالحياة. وفي آخر القصة اكتشفت السلطات الألمانية أن أشرف السوري لم يكن إلا مقاتلا تونسيا شرسا في صفوف داعش.

خديجة المعلمة السورية التي وقعت أسيرة حب تونسي رمى بها إلى التهلكة

وبعيدا عن تونس لم تكن خديجة السورية الهاربة من داعش هي أيضا بمنأى عن جحيم هذه القصص، حيث كشفت هذه الفتاة البالغة من العمر 25 سنة وكانت معلمة سابقة في مدرسة ابتدائية تفاصيل التحاقها بتنظيم داعش بعد تعرفها على ارهابي تونسي.
وقد بدأت قصة خديجة وفق ما روته لـ«سي أن أن» عندما تعرفت على شاب تونسي عبر شبكات التواصل الاجتماعي الفايسبوك وقد دعاها هذا الأخير للانضمام إلى التنظيم الإرهابي واخبرها انه سيسافر إلى مدينة الرقة لما يسمى الجهاد وأنّه يستطيع الزواج بها هناك, ومن هنا بدأ الفضول يأخذ خديجة إلى صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لذلك التنظيم ثم ما لبثت أن وقعت في الفخ فأصبحت عضوة فيه ثم تزوجت من الشاب التونسي مثل ابنة عمها التي كانت بدورها متزوجة من احد المقاتلين هناك.
وتمكنت خديجة بعد الوقوف على فظاعة ذلك التنظيم من الهروب منه خلال عمليات القصف التي شنتها واشنطن وهي الآن نادمة على كل الذي عاشته.

قصة الأمريكية شانون كونلي

خضوع الفتيات إلى عملية غسيل عقلي مخطط له باحتراف في المجتمعات الغربية غير المسلمة حيث تفاجأ فيها العديد من الأسر بوقوع فتياتها أسيرات لأفكار بدائية متطرفة..
وفي هذا الباب تناقلت الصحف الأمريكية تفاصيل قصة الشابة شانون كونلي البالغة من العمر 19 آنذاك سنة بعد الكشف عن وقوعها في قصة حب عبر الانترنت مع إرهابي تونسي ينتمي إلى تنظيم داعش نجح في جعل شانون تعلن إسلامها بعد حديثهما سويا لساعات عديدة إلا أنها اتخذت عقيدة الإرهاب والتطرف كفكر جديد لها بالإضافة إلى تدريبها على استخدام الأسلحة استعدادا للجهاد والانضمام إلى صفوف المقاتلين..
وأمام المحققين اعترفت شانون برغبتها في الانضمام إلى معسكر لداعش بالقرب من الحدود التركية للزواج من شخص تعرفت عليه على الانترنت و للحصول على فرصة عمل في التمريض.. وقد مثلت شانون أمام القضاء الأمريكي بعد اعترافها بالانضمام إلى حركة إرهابية.

ملف من إعداد منارة تليجاني